Thursday 3 December 2015

إكتئاب ما بعد الولادة


الاضطرابات النفسية من الاضطرابات الشائعة بعد الولادة عند النساء ، وتتمثل هذا الاضطرابات في اضطرابات نفسية بسيطة مثل اكتئاب ما بعد الولادة البسيط ، والذي يُعاني منه نسبة عالية من السيدات بعد الولادة خاصةً في اليوم الثالث والأسبوع الثاني بعد الولادة.
هذا الاكتئاب عادةً لا يحتاج إلى تدّخل طبي أو تناول علاج ولكن هناك نسبة من النساء يُعانين من اضطرابات عقلية شديدة بعد الولادة مثل أعراض تُشبه مرض الفصام ، حيث تُعاني السيدة من هلاوس وضلالات وأعراض أخرى تشبه تماماً أعراض مرض الفصام ، وفي هذه الحالة تحتاج السيدة التي تعاني من هذا الاضطراب إلى الدخول إلى المستشفى حيث يُخشى أن تقوم بإيذاء نفسها أو ربما قتل وليدها. وتحتاج السيدات اللاتي يُصبن بذُهان ما بعد الولادة إلى علاج دوائي مُكّثف داخل قسم نفسي أو مستشفى نفسي ، على أنه يجب على الأم أن ترى طفلها بوجود ممرضات حتى لايتعرض الطفل للإيذاء
إضطراب إكتئاب ما بعد الولادة بسبب التغير السريع في مستوى الهرمونات في الدم بالإضافة للتعب المستمر بعد الولادة من سهر وإرهاق وقلة نوم
وتصاب بعض النساء باكتئاب شديد بعد الولادة يستمر لأكثر من أسبوعين، ولا يختفي دون علاج يظهر الاكتئاب أحياناً وكأنه امتداد للاضطراب المزاجي الذي حدث بعد الولادة ولم يتماثل للشفاء،وأحياناً تكون الصورة واضحة منذ البداية بسبب شدة الأعراض التي تعاني منها المرأة
الأعراض
تعاني المرأة المصابة بالاكتئاب من بعض هذه الأعراض أو منها كلها، وقد تبدأ المعاناة بعد الولادة مباشرة أو بعد مرور أسابيع عليها
الإحساس المستمر بالتعب والإرهاق
أرق أو زيادة في النوم
الإحساس بالحزن الشديد والاكتئاب
فقدان الثقة بالنفس، وخاصة فيما يتعلق بأمر العناية بالمولود والخوف من إيذائه
فقدان الشهية أو زيادة الأكل
نقصان الوزن أو زيادته
فقد الرغبة في أمور الحياة الاعتيادية وخاصة الجنس
التوتر والقلق
ضعف التركيز
الغضب من الوليد وعدم تحمله
الإحساس بعدم التقبل من المحيطين
الانعزال وتجنب الاختلاط بالناس
مشكلات زوجية
انعدام الرغبة في الحياة وتمني الموت
وقد تستمر هذه الأعراض لفترات متفاوتة، وقد تطول أحياناً لتصل إلى عدة أشهر، وأحياناً تصل إلى سنة أو أكثر إذا تركت المرأة المصابة دون علاج. ومن المهم معرفة أن الاكتئاب الذي يصيب النساء بعد الولادة يعد مشكلة خطيرة، وخاصة إذا ترك دون علاج، فالأم تتعرض لفشل حياتها الزوجية، وخاصة إذا لم يتفهم الزوج وضعها ومعاناتها، كما أنه يشكل خطراً على الأم والطفل كليهما فتضعف العلاقة الطبيعية بينهما، ويزيد الخطر أكثر فيما إذا كان لدى الأم أفكار تدعوها لإيذاء نفسها أو طفلها
العلاج
التنفيس عن النفس وإخبار المحيطين بالأعراض التي تشعر بها
طلب المساعدة من الزوج والأقارب، وخاصة فيما يتعلق بالعناية بالمولود
أخذ قسط كاف من الراحة والنوم
الترفيه عن النفس بالقراءة أو الرياضة أو بالقيام بشيء مفيد
الإقرار مع النفس بعدم ضرورة الوصول إلى الكمال في العناية بأمر الطفل
اللجوء إلى الطبيب المختص وإخباره بالمعاناة في وقت مبكر؛ لأن نتيجة العلاج تعتمد على البدء به مبكراً
الالتزام بمواعيد الأدوية وجرعاتها التي تصفها الطبيبة.
إخبار الطبيبة عند الرغبة في إرضاع الطفل طبيعياً لتختار الأدوية التي لا تضر بالطفل.
لابد من الانتباه إلى تقوية علاقة الأم بالوليد والتأكد من عدم رفضها له، ويكون ذلك باتباع الخطوات التالية:
إرضاع الطفل طبيعياً كل ساعتين أو ثلاثة في مكان هادئ ووضع مريح لكل من الوالدة والرضيع، مع محاولة التطلع في عيني الطفل أثناء الرضاعة. وهذا ينطبق كذلك على الطفل الذي يتغذى على الحليب الصناعي
وضع الطفل بعد الرضاعة لينام في مكان هادئ، ومحاولة أخذ فترة من الراحة أثناء نومه
التحدث مع الرضيع ومناغاته من وقت لآخر
الطلب من الآخرين المشاركة في العناية بالمولود وإعطاء الأم فترات من الراحة
الخروج في نزهة بصحبة الطفل الوليد من وقت لآخر
التحدث مع الأطفال الآخرين لمنع غيرتهم من الطفل الوليد، وبيان حب الأم لهم جميعاً
تحتاج بعض النساء لدخول المستشفى لتلقي العلاج والعناية اللازمة، وهذا القرار تتخذه الطبيبة حسب ما تراه من شدة الأعراض المرضية ودرجة تأثر الأم أو الطفل بها، وخاصة في حالة عدم وجود من يهتم بالمرأة ويساندها ويشرف على علاجها في البيت

هذه المقاله تحت إشراف مراكز الدكتور أحمد المسيري للطب النفسي

No comments:

Post a Comment